کد مطلب:67874 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:302
(وكان النضر بن الحارث من شیاطین قریش، وممن كان یؤذی رسول الله صلی الله علیه وسلم وینصب له العدواة، وكان قدم الحیرة وتعلم بها أحادیث ملوك الفرس وأحادیث رستم واسفندیار، فكان إذا جلس رسول الله صلی الله علیه وسلم مجلساً فذكر فیه بالله، وحذر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم من نقمة الله، خلفه فی مجلسه إذا قام، ثم قال: أنا والله یا معشر قریش أحسن حدیثاً منه، فهلم إلی فأنا أحدثكم أحسن من حدیثه، ثم یحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسبندیار، ثم یقول: بماذا محمد أحسن حدیثاً منی؟! قال ابن هشام: وهو الذی قال فیما بلغنی: سأنزل مثل ما أنزل الله. قال ابن إسحاق: وكان ابن عباس رضی الله عنهما یقول فیما بلغنی: نزل فیه ثمان آیات من القرآن، قول الله عزوجل: إذا تتلی علیه آیاتنا قال أساطیر الأولین. وكل ما ذكر فیه الأساطیر من القرآن). انتهی. وذكر ابن هشام239:1 قول النضر عن النبی صلی الله علیه وآله (وما حدیثه إلا أساطیر الأولین اكتبتها كما اكتتبتها!). وقال السیوطی فی الدر المنثور:181:3: (وأخرج ابن جریر عن عطاء قال: نزلت فی النضر: وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علینا حجارة من السماء، وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل یوم الحساب، ولقد جئتمونا فرادی كما خلقناكم أول مرة، وسأل سائل بعذاب واقع! قال عطاء رضی الله عنه: لقد نزل فیه بضع عشرة آیة من كتاب الله). انتهی. وروی نحوه فی:297:5 عن عبدبن حمید. وقال عنه فی تفسیر الجلالین: 540 (وهو النضر بن الحارث، كان یأتی الحیرة یتجر فیشتری كتب أخبار الأعاجم ویحدث بها أهل مكة ویقول: إن محمداً یحدثكم أحادیث عاد وثمود، وأنا أحدثكم أحادیث فارس والروم، فیستملحون حدیثه ویتركون استماع القرآن!). انتهی. وقد عرفت أن مصادرنا وعدداً من مصادر السنیین ذكرت أن السائل بالعذاب الواقع هو جابر بن النضر بن الحارث، أو الحارث الفهری. وأن أكثر مصادر السنیین رجحت أنه أبوه النضر بن الحارث، اعتماداً علی روایات عن ابن جبیر وابن عباس غیر مرفوعة. فقد روی الحاكم فی المستدرك:502:2 (عن سعید بن جبیر، سأل سائل بعذاب واقع، قال: هو النضر بن الحارث بن كلدة، قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علینا حجارة من السماء). وقال السیوطی فی الدر المنثور:263:6 أخرج الفریابی، وعبدبن حمید، والنسائی، وابن أبی حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردویه، عن ابن عباس... إلخ). انتهی. ولم أجد فی مصادر السیرة والتراجم عن الابن غیر قصة هلاكه بحجر من السماء، لكفره وبغضه لأهل بیت النبی صلی الله علیه وآله، ولعله كان شاباً، أو أنهم عتَّموا علی ذكره حسداً لأهل البیت علیهم السلام. ویدل الموجود فی مصادر السیرة علی أن الأب أسوأ من الأبن بكثیر، لأنه من كبار الفراعنة الذین واجهوا النبی صلی الله علیه وآله، ولعل ابنه لو عاش لفاق أباه كفراً وعتواً!! وكان النضر عضو مجلس الفراعنة المتآمرین علی النبی صلی الله علیه وآله قال ابن هشام:191:1 (ثم إن الإسلام جعل یفشو بمكة فی قبائل قریش فی الرجال والنساء، وقریش تحبس من قدرت علی حبسه، وتفتن من استطاعت فتنته من المسلمین. ثم إن أشراف قریش من كل قبیلة... اجتمع عتبة بن ربیعة، وشیبة بن ربیعة، وأبوسفیان بن حرب، والنضر بن الحارث أخو بنی عبدالدار، وأبوالبختری بن هشام، والأسود بن المطلب بن أسد، وزمعة بن الأسود، والولید بن المغیرة، وأبوجهل بن هشام، وعبدالله بن أبی أمیة، والعاص بن وائل، ونبیه ومنبه ابنا الحجاج السهمیان، وأمیة بن خلف، أو من اجتمع منهم... قال: اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، قال بعضهم لبعض: إبعثوا إلی محمد فكلموه وخاصموه حتی تعذروا فیه. فبعثوا إلیه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك لیكلموك فأتهم، فجاءهم رسول الله صلی الله علیه وسلم... فقالوا له: یا محمد، إنا قد بعثنا إلیك لنكلمك، وإنا والله ما نعلم رجلاً من العرب أدخل علی قومه مثل ما أدخلت علی قومك، لقد شتمت الآباء وعبت الدین وشتمت الآلهة، وسفهت الأحلام وفرقت الجماعة، فما بقی أمرٌ قبیحٌ إلا قد جئته فیما بیننا وبینك- أو كما قالوا-: فإن كنت إنما جئت بهذا الحدیث تطلب به مالاً جمعنا لك من أموالنا حتی تكون أكثرنا مالاً. وإن كنت إنما تطلب به الشرف فینا فنحن نسودك علینا. وإن كنت ترید به ملكاً ملكناك علینا. وإن كان هذا الذی یأتیك رئیاً تراه قد غلب علیك- وكانوا یسمون التابع من الجن رئیاً- فربما كان ذلك بذلنا لك أموالنا فی طلب الطب لك حتی نبرئك منه، أو نعذر فیك! فقال لهم رسول الله صلی الله علیه وسلم: ما بی ما تقولون، ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فیكم، ولا الملك علیكم، ولكن الله بعثنی إلیكم رسولاً، وأنزل علی كتاباً، وأمرنی أن أكون لكم بشیراً ونذیراً، فبلغتكم رسالات ربی ونصحت لكم، فإن تقبلوا منی ما جئتكم به فهو حظكم فی الدنیا والآخرة، وإن تردوه علیَّ أصبر لأمر الله، حتی یحكم الله بینی وبینكم.... الی آخر مناظرتهم. وقال ابن هشام:331:2: (عن عبدالله بن عباس رضی الله عنهما قال: لما أجمعوا لذلك واتعدوا أن یدخلوا دار الندوة لیتشاوروا فیها فی أمر رسول الله صلی الله علیه وسلم، غدوا فی الیوم الذی اتعدوا له وكان ذلك الیوم یسمی یوم الزحمة... وقد اجتمع فیها أشراف قریش من بنی عبدشمس: عتبة بن ربیعة، وشیبة بن ربیعة، وأبوسفیان بن حرب. ومن بنی نوفل بن عبدمناف: طعیمة بن عدی، وجبیر بن مطعم، والحارث بن عامر بن نوفل. ومن بنی عبدالدار بن قصی: النضر بن الحارث بن كلدة... إلخ. فقال أبوجهل بن هشام: والله إن لی فیه رأیاً ما أراكم وقعتم علیه بعد. قالوا: وما هو یا أباالحكم؟ قال: أری أن نأخذ من كان قبیلة فتی شاباً جلیداً نسیباً وسیطاً فینا، ثم نعطی كل فتی منهم سیفاً صارماً، ثم یعمدوا إلیه فیضربوه بها ضربة رجل واحد فیقتلوه فنستریح منه، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه فی القبائل جمیعها، فلم یقدر بنو عبدمناف علی حرب قومهم جمیعاً، فرضوا منا بالعقل فعقلناه لهم. انتهی. ورواه الطبری فی تاریخه:98:2 وكان النضر رسول قریش إلی الیهودجاء فی سیرة ابن هشام:195:1 (قام النضر بن كلدة بن علقمة بن عبدمناف بن عبدالدار بن قصی... قال: یا معشر قریش إنه والله قد نزل بكم أمرٌ ما أتیتم له بحیلة بعد، قد كان محمد فیكم غلاماً حدثاً، أرضاكم فیكم، وأصدقكم حدیثاً، وأعظمكم أمانة، حتی إذا رأیتم فی صدغیه الشیب، وجاءكم بما جاءكم به، قلتم ساحر، لاوالله ما هو بساحر، لقد رأینا السحرة ونفثهم وعقدهم. وقلتم كاهن، لاوالله ما هو بكاهن، قد رأینا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم. وقلتم شاعر، لاوالله ما هو بشاعر، قد رأینا الشعر وسمعنا أصنافه كلها: هزجه ورجزه. وقلتم مجنون، لاوالله ما هو بمجنون، لقد رأینا الجنون فما هو بخنقة، ولا وسوسته، ولا تخلیطه. یا معشر قریش فانظروا فی شأنكم، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظیم... فلما قال لهم ذلك النضر بن الحارث بعثوه، وبعثوا معه عقبة بن أبی معیط إلی أحبار یهود بالمدینة، وقالوا لهما: سلاهم عن محمد وصفاً لهم صفته، وأخبراهم بقوله، فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم علم لیس عندنا من علم الأنبیاء. فخرجا حتی قدما المدینة، فسألا أحبار یهود عن رسول الله صلی الله علیه وسلم ووصفا لهم أمره، وأخبراهم ببعض قوله وقالا لهم: إنكم أهل التوراة، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا؟ فقالت لهما أحبار یهود: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن فهو نبی مرسل، وإن لم یفعل فالرجل متقول فَرَوْا فیه رأیكم. سلوه عن فتیة ذهبوا فی الدهر الأول: ما كان أمرهم، فإنه قد كان لهم حدیث عجیب؟ وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبأه؟ وسلوه عن الروح ما هی؟ فإذا أخبركم بذلك فاتبعوه فإنه نبی، وإن لم یفعل فهو رجلٌ متقول، فاصنعوا فی أمره ما بدا لكم... إلی آخر القصة. ورواها فی عیون الأثر:142:1. كاتب الصحیفة الملعونة الأولی ضد بنی هاشم قال ابن هشام:234:1: (اجتمعوا بینهم أن یكتبوا كتاباً یتعاقدون فیه علی بنی هاشم، وبنی المطلب، علی أن لاینكحوا إلیهم ولا ینكحوهم، ولا یبیعوهم شیئاً ولا یبتاعوا منهم، فلما اجتمعوا لذلك كتبوه فی صحیفة، تعاهدوا وتواثقوا علی ذلك، ثم علقوا الصحیفة فی جوف الكعبة توكیداً علی أنفسهم، وكان كاتب الصحیفة منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبدمناف بن عبدالدار بن قصی. قال ابن هشام: ویقال النضر بن الحارث، فدعا علیه رسول الله صلی الله علیه وسلم، فشل بعض أصابعه). وقال ابن واضح الیعقوبی فی تاریخه:31:2: (وهمت قریش بقتل رسول الله، وأجمع ملأها علی ذلك، وبلغ أباطالب فقال: والله لن یصلوا إلیك بجمعهم ودعوتنی وزعمت أنك ناصح وعرضت دیناً قد علمت بأنه فلما علمت قریش أنهم لایقدرون علی قتل رسول الله صلی الله علیه وآله وأن أباطالب لایسلمه، وسمعت بهذا من قول أبی طالب، كتبت الصحیفة القاطعة الظالمة ألا یبایعوا أحداً من بنی هاشم، ولا یناكحوهم، ولا یعاملوهم، حتی یدفعوا إلیهم محمدا فیقتلوه. وتعاقدوا علی ذلك وتعاهدوا، وختموا علی الصحیفة بثمانین خاتماً، وكان الذی كتبها منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبدمناف بن عبدالدار، فشلت یده. ثم حصرت قریش رسول الله وأهل بیته من بنی هاشم وبنی المطلب بن عبدمناف فی الشعب الذی یقال له شعب أبی طالب ست سنین من مبعثه. فأقام ومعه جمیع بنی هاشم وبنی المطلب فی الشعب ثلاث سنین، حتی أنفق رسول الله ماله، وأنفق أبوطالب ماله، وأنفقت خدیجة بنت خویلد مالها، وصاروا إلی حد الضر والفاقة. ثم نزل جبریل علی رسول الله فقال: إن الله بعث الأرضة علی صحیفة قریش فأكلت كل ما فیها من قطیعة وظلم، إلا المواضع التی فیها ذكر الله! فخبر رسول الله أباطالب بذلك، ثم خرج أبوطالب ومعه رسول الله وأهل بیته حتی صار إلی الكعبة فجلس بفنائها، وأقبلت قریش من كل أوب فقالوا: قد آن لك یا أباطالب أن تذكر العهد وأن تشتاق إلی قومك، وتدع اللجاج فی ابن أخیك! فقال لهم: یا قوم أحضروا صحیفتكم فلعلنا أن نجد فرجاً وسبباً لصلة الأرحام وترك القطیعة، وأحضروها وهی بخواتیمهم. فقال: هذه صحیفتكم علی العهد لم تنكروها؟ قالوا: نعم. قال: فهل أحدثتم فیها حدثاً؟ قالوا: اللهم لا. قال: فإن محمداً أعلمنی عن ربه أنه بعث الأرضة فأكلت كل ما فیها إلا ذكر الله، أفرأیتم إن كان صادقاً ماذا تصنعون؟ قالوا: نكف ونمسك. قال: فإن كان كاذباً دفعته إلیكم تقتلونه. قالوا: قد أنصفت وأجملت. وفضت الصحیفة فإذا الأرضة قد أكلت كل ما فیها إلا مواضع بسم الله عزوجل!! فقالوا: ما هذا إلا سحر، وما كنا قط أجد فی تكذیبه منا ساعتنا هذه!! وأسلم یومئذ خلق من الناس عظیم، وخرج بنو هاشم من الشعب وبنو المطلب فلم یرجعوا إلیه). انتهی. قال ابن كثیر فی تاریخه:121:3 وسیرته:69:2 قال ابن إسحاق: فلما مزقت وبطل ما فیها، قال أبوطالب، فیما كان من أمر أولئك القوم الذین قاموا فی نقض الصحیفة یمدحهم: ألا هل أتی بحرینا صنع ربنا فیخبرهم أن الصحیفة مزقت تراوحها إفك وسحر مجمع تداعی لها من لیس فیها بقرقر وكانت كفاء وقعة بأثیمة ویظعن أهل المكتین فیهربوا ویترك حراث یقلب أمره فمن ینش من حضار مكة عزة نشأنا بها والناس فیها قلائل وبعده فی السیرة: وتصعد بین الاخشبین كتیبة ونطعم حتی یترك الناس فضلهم جزی الله رهطا بالحجون تبایعوا قعودا لذی خطم الحجون كأنهم أعان علیها كل صقر كأنه جرئ علی جلی الخطوب كأنه (ألا إن خیر الناس نفسا ووالداً نبی الإله والكریم بأصله جرئ علی جلی الخطوب كأنه (من الاكرمین من لؤی بن غالب طویل النجاد خارج نصف ساقه عظیم الرماد سید وابن سید والخبر فی سیرة ابن هشام:254:1 وفی هامشه: (بحرینا: قال السهیلی: یعنی الذین بأرض الحبشة، والذین هاجروا إلیها من المسلمین فی البحر. قال السهیلی: وللنساب من قریش فی كاتب الصحیفة قولان، أحدهما: إن كاتب الصحیفة هو بغیض بن عامر بن هاشم بن عبدالدار. والقول الثانی: أنه منصور بن عبدشر حبیل بن هاشم من بنی عبدالدار أیضا!! وهو خلاف قول ابن إسحاق، ولم یذكر الزبیر فی كاتب الصحیفة غیر هذین القولین، والزبیریون أعلم بأنساب قومهم). انتهی. والأبیات الثلاثة التی وضعناها بین قوسین لاتوجد فی نسخة ابن هشام ولا ابن كثیر المتداولة، وقد ذكرها الأمینی رحمه الله 366:7) و فی روایته عن ابن كثیر.. ومن عادة قدماء الرواة والمؤلفین السنیین أن یحذفوا أمثالها، لأنها تضر بزعمهم أن أباطالب رضوان الله علیه مات مشركاً ولم یسلم!! وقال الأمینی رحمه الله: (توجد فی دیوان أبی طالب أبیات من هده القصیدة غیر ما ذكر لم نجدها فی غیره. وقد كان فی أمر الصحیفة عبرة محی الله منها كفرهم وعقوقهم فأصبح ما قالوا من الأمر باطلا انتهی. وهی أبیات من قصیدة طویلة لأبی طالب رضوان الله علیه، یبدو أنه قالها قبل القصیدة المتقدمة. وقد روی منها الشیخ المفید رحمه فی (إیمان أبی طالب) ص33 وكذا ابن شهرا شوب فی مناقب آل ابی طالب:-:60:1 كما رواها البحرانی رحمه الله فی حلیة الأبرار: 79:1 (و)86 عن تفسیر علی بن ابراهیم بن هاشم قال: حدثنا علی بن جعفر، قال: حدثنی محمد بن عبدالله الطائی، قال: حدثنا محمد بن أبی عمیر، قال: حدثنا حفص الكناسی، قال: سمعت عبدالله بن بكر الأرجانی...: (فقال أبوطالب: یا قوم اتقوا الله وكفوا عما أنتم علیه، فتفرق القوم ولم یتكلم أحد، ورجع أبوطالب إلی الشعب، وقال فی ذلك قصیدته البائیة، التی أولها: ألا من لهم آخر اللیل منصب وقد كان فی أمر الصحیفة عبرة محا الله منها كفرهم وعقوقهم وأصبح ما قالوا من الأمر باطلاً وأمسی ابن عبدالله فینا مصدقاً فلا تحسبونا مسلمین محمداً ستمنعه منا یدٌ هاشمیةٌ انتهی وقد بحثنا فی المجلد الثالث من العقائد الاسلامیة، افتراء قریش علی بنی هاشم وزعمها أن أباطالب مات مشركاً!! وكان النضر من المطعمین جیش قریش فی بدرتقدم فی البحث الخامس أن النضر أحد الرهط الذین كانوا یطعمون جیش قریش فی حرب بدر، وقد عده النبی صلی الله علیه وآله من أفلاذ أكباد مكة عاصمة قریش! (ابن هشام:488:2 وتاریخ الطبری:142:2). نهایة الأول من فراعنة (سأل سائل) قال ابن هشام فی سیرته:207-2:206: (ثم أقبل رسول الله صلی الله علیه وسلم قافلاً إلی المدینة، ومعه الأساری من المشركین، وفیهم عقبة بن أبی معیط، والنضر بن الحارث... قال ابن إسحاق: حتی إذا كان رسول الله صلی الله علیه وسلم بالصفراء، قتل النضر بن الحارث، قتله علی بن أبی طالب، كما خبرنی بعض أهل العلم من أهل مكة. قال ابن إسحاق: ثم خرج حتی إذا كان بعرق الظبیة، قتل عقبة ابن أبی معیط. (راجع أیضاً سیرة ابن هشام:286:2 و527 وتاریخ الطبری:157:2 و286). وفی معجم البلدان:94:1: الأثیل: تصغیر الأثل موضعٌ قرب المدینة، وهناك عین ماء لآل جعفر بن أبی طالب، بین بدر ووادی الصفراء، ویقال له ذو أثیل.... وكان النبی صلی الله علیه وسلم، قتل عنده النضر بن الحارث بن كلدة، عند منصرفه من بدر، فقالت قتیلة بنت النضر ترثی أباها، وتمدح رسول الله صلی الله علیه وسلم: یا راكباً إن الأثیل مظنةٌ بلغ به میتاً، فإن تحیةً منی إلیه، وعبرةً مسفوحةً فلیسمعن النضر، إن نادیته ظلت سیوف بنی أبیه تنوشه أمحمد! ولأنت ضن ء نجیبة لو كنت قابل فدیة، فلنأتین ما كان ضرك لو مننت وربما والنضر أقرب من أصبت وسیلة فلما سمع النبی صلی الله علیه وسلم شعرها رق لها، وقال: لو سمعت شعرها قبل قتله لوهبته لها. انتهی. ومن الثابت عن النبی صلی الله علیه وآله أنه كان أكره الناس للقتل، وأنه لم یقتل أحداً إلا عند اللزوم والضرورة.. وحسبك أن جمیع القتلی فی جمیع حروبه صلی الله علیه وآله من الطرفین ومن أقام علیهم الحد الشرعی لایبلغون ست مئة شخص، وبذلك كانت حركته العظیمة صلی الله علیه وآله أعظم حركة فی نتائجها، وأقل حركة فی كلفتها! وأما قتله للنضر فلأنه كان جرثومة شر وفساد! وومثله صدیق النضر وشریكه فی الشر، عقبة بن معیط الأموی، وكان صاحب خمارة ومبغی فی مكة، وكان معروفاً بإلحاده. وإذا صح ما قاله صلی الله علیه وآله لبنت النضر الشاعرة، فمعناه أن الله تعالی أجاز له أن یعفو عنه لابنته، لما فی شعرها من قیم واستعطاف!
قال ابن هشام فی سیرته:195:1:
حتی أغیَّبَ فی التراب دفینا
ولقد صدقت وكنت ثَمَّ أمینا
من خیر أدیان البریة دینا
علی نأیهم والله بالناس أرود
وأن كل ما لم یرضه الله مفسد
ولم یلف سحرا آخر الدهر یصعد
فطائرها فی رأسها یتردد
لیقطع منها ساعد ومقلد
فرائصهم من خشیة الشر ترعد
أیتهم فیها عند ذاك وینجد
فعزتنا فی بطن مكة أتلد
فلم ننفك نزداد خیرا ونحمد
لها حدج سهم وقوس ومرهد
إذا جعلت أیدی المفیضین ترعد
علی ملا یهدی لحزم ویرشد
مقاولة بل هم أعز وأمجد
إذا مامشی فی رفرف الدرع أحرد
شهاب بكفی قابس یتوقد
إذا عد سادات البریة أحمد
وأخلاقه وهو الرشید المؤید
شهاب بكفی قابس یتوقد
إذا سیم خسفا وجهه یتربد
علی وجهه یسقی الغمام ویسعد
یحض علی مقری الضیوف ویحشد
متی ما یخبر غائب القوم یعجب
وما نقموا من ناطق الحق معرب
ومن یختلق ما لیس بالحق یكذب
وشعب العصا من قومك المتشعب
متی ما یخبر غائب القوم یعجب
وما نقموا من ناطق الحق معرب
ومن یختلق ما لیس بالحق یكذب
علی سخط من قومنا غیر معتب
لذی عزة منا ولا متعرب
مركبها فی الناس خیر مركب
من صبحِ خامسةٍ، وأنت موفقُ
ما إن تزال بها الركائب تخفق
جادت لمائحها وأخری تخنق
إن ان یسمع میت أو ینطق
لله أرحام هناك تشقق!
فی قومها، والفحل فحل معرق
بأعزماً یغلو لدیك وینفق
مَنَّ الفتی، وهو المغیظ المحنق
وأحقهم، إن كان عتق یعتق